هل من علاقة بين صحة القناة الهضمية وفقدان الوزن؟

Photo of an apple, a natural source of vitamins for weight loss

 لا داعي للبدء بحساب السعرات الحرارية التي يحتويها طعامك، فسر فقدان وزنك يعتمد على صحة أمعائك. في الواقع، تعيش على سطح بشرتك وداخل جسدك، تريليونات من البكتيريا والكائنات الحية, وبذلك، فإنّ أجسامنا تحتوي على كميات من البكتيريا تفوق كميات الخلايا البشرية. فالأمعاء على سبيل المثال، تتكون من الميكروبات التي تعيش داخل الجهاز الهضمي. 

فوائد ميكروبات الأمعاء

  يختلف ميكروبيوم الأمعاء من شخص لآخر، فهو يتمثّل ببصمة الإصبع الميكروبية، لتأثّره بعاملي الوراثة والبيئة المحيطة. ومن فوائده، هو أنّه يساعد على هضم الطعام، وفي إنتاج الهرمونات التي تساعد على التحكم في الشهية، وفي تكوين الفيتامينات، بما في ذلك فيتامين K وبعضاً من فيتامينات ب، بالإضافة إلى العناصر الغذائية الأساسية، بما في ذلك الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، المعروفة ب (Short Chain Fatty Acids). وتساعد هذه الميكروبات المتعايشة مع الإنسان في تكسير الألياف التي لا يستطيع جسمك هضمها.

صحة الأمعاء وتأثيرها في الوزن

 تشير الأبحاث العلمية إلى أنّ اختلال الميكروبيوم قد يؤدّي إلى السمنة؛ فاختلال الميكروبيومم أو ما يُعرف باختلال التوازن البكتيري، هو اختلال توازن الكائنات الدقيقة المتعايشة مع الجسم، وغالبًا ما يدل ذلك على انخفاض في التنوع الميكروبي وخلل في توازن الميكروبات “الصحية” و “غير الصحية”.

إليكم كيف أنّ البكتيريا الموجودة في الأمعاء تُؤثّر على زيادة وزنك أو انخفاضه:

  1. يؤثر الميكروبيوم الخاص بك على الطريقة التي يهضم بها جسمك الطعام، ويمتصه، وعلى كيفية تخزين الدهون الغذائية.
  2. قد يؤثر الميكروبيوم أيضًا على التحكم في إفراز الهرمونات الخاصة بالجوع، مثل الجريلين، والتي تتحكم في الشعور إما بالجوع أو بالشبع.
  3.  يؤدي ميكروبيوم غير الصحي في الأمعاء إلى ظهور الالتهابات، وبالتالي إلى زيادة الوزن، وإلى خطر الإصابة بأمراض مزمنة.

دراسات وأبحاث علمية

 أما فيما يتعلق بأنواع البكتيريا، فقد وجدت الدراسات التي أجريت على الإنسان والحيوان، أن الأشخاص ذوي الوزن المعتدل لديهم أنواعاً مختلفة من البكتيريا الموجودة في الأمعاء عن أولئك الذين يعانون من زيادة في الوزن أو السمنة. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ هؤلاء يفتقدون إلى تنوّع البكتيريا  لديهم في الأمعاء مقارنة مع النحفاء، إذ أنّ الوزن الزائد يُقلّل من تنوع البكتيريا. وأشارت إحدى الدراسات الحديثة إلى أنّ النسبة المحددة لنوعين من البكتيريا الموجودة في أمعائك قد تحدد الوزن لذي ستفقده عند اتّباع نظام غذائي معيّن.
وفي دراسة أجريت على 292 شخصًا، تبيّن أنّ التنوع في بكتيريا الأمعاء لدى أولئك الذين يعانون من السمنة هو قليل، إلى أنّ لديهم مستويات مرتفعة من البروتين المتفاعل سي، وهذا يدل على وجود التهاب في الدم؛ ما يعني أنّ بكتيريا الأمعاء هي إحدى الأسباب لظهور الالتهاب. 

   في الخلاصة وبحسب الدراسات العلمية، إنّ بكتيريا الأمعاء قد تلعب دورًا مهمًا في التحكم في وزن الجسم، وهناك أدلة قوية تربط السمنة بالالتهابات في جميع أنحاء الجسم. لذلك، فإنّ صحة الأمعاء الجيدة تجنّبك من ظهور الالتهابات لديك، وتتقيك من السمنة، ومن أمراض أخرى. 
وعليه، فإنّ ميكروبيم الأمعاء يُساعد في فهم العديد من الأمراض، وعلاجها، والوقاية منها، بما فيها مرض السمنة.

Related articles