إذا قارنا بيولوجيا الإنسان بلعبة البازل مع قطعها اللامتناهية، يمكننا أن نشير إلى كيفية استخدام التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي كوسيلة لتجميع هذه القطع بشكل أفضل. الهدف؟ إنشاء أدوية أفضل بسرعة أكبر لعلاج وحتى شفاء المزيد من الأشخاص

في الوقت الحالي، العديد من الأمراض ليس لها علاج لأن العثور على أدوية جديدة يكون صعبًا جدًا ويتطلب وقتًا طويلًا وكميات كبيرة من المال. ولكن هناك جانب إيجابي: يعتقد الخبراء أن استخدام الذكاء الاصطناعي بالطريقة الصحيحة في البحث العلمي يمكن أن يغير كل ذلك. قد يجعل اكتشاف الأدوية أسرع بكثير ويجعله متاحًا للمزيد من الأشخاص الذين يحتاجون إلى العلاج.

في عالم شركات التكنولوجيا الحيوية الناشئة، يقوم الذكاء الاصطناعي بإحداث موجات كبيرة. تُظهر تقريرًا بعنوان “مشهد الذكاء الاصطناعي في البحث وتطوير الأدوية الصيدلانية” أن عدد الشركات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في اكتشاف الأدوية قد ارتفع من 62 فقط في عام 2011 إلى 400 في عام 2022.

الذكاء الاصطناعي ومستقبل اكتشاف الأدوية

ببساطة، التعلم الآلي يمكن أن يُشبه مساعدًا ذكيًا جدًا في مجال اكتشاف الأدوية. يمكنه محاكاة سلوك الجزيئات وتوقع الجزيئات التي يمكن أن تصنع أدوية جيدة. وهذا يساعد العلماء على تصميم الأدوية بشكل أكثر كفاءة. على سبيل المثال، هناك نظام ذكاء اصطناعي يعرف باسم “ألفا فولد”، والذي يمكنه التنبؤ بأشكال البروتينات بدقة شبيهة بنتائج التجارب العملية.

ومع ذلك، هناك نقطة مهمة. التعلم الآلي ليس مثاليًا. إنه يحتاج إلى الكثير من البيانات عالية الجودة، وأحيانًا يكون مثل صندوق أسود – من الصعب فهم السبب وراء توقعاته. وهذا يعني أننا بحاجة إلى نهج جديدة لجعله يعمل بشكل أفضل.

الابتكارات في المستقبل

في عالم الشركات الناشئة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، تحدث أمور مثيرة في ثلاثة مجالات:

البحث عن الأهداف: يساعد التعلم الآلي في تحديد الأهداف المحتملة للأدوية الجديدة من خلال دراسة الأمراض. يمكن التفكير فيها كما لو كنت تبحث عن دلائل لحل لغز. إنها مثل وجود خريطة للعثور على كنوز مخفي

تصميم الأدوية الذكية: بعض الشركات الناشئة تعلم أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها أن تكون أكثر مرونة، حتى يمكنها تصميم أدوية مختلفة. إنها مثل وجود كيميائي آلي يمكنه إنتاج جزيئات مخصصة حسب الطلب

اختيار الأفضل: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يمرر خلال مكتبة ضخمة من الجزيئات ويحدد أيها الأكثر احتمالًا للعمل كأدوية. إنها مثل وجود أمين مكتبة فائق السرعة يجد لك أفضل الكتب

ما بعد الاكتشاف: ثورة توصيل الأدوية

لكن تأثير الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على اكتشاف الأدوية. يقوم الباحثون بإنشاء نماذج بيانات للمرضى الفرديين، يُشار إليهم في كثير من الأحيان بـ “التوائم الرقمية”. يمكن أن يتيح لهؤلاء التوائم الرقمية للعلماء إجراء تجارب افتراضية قبل إجراء التجارب الحقيقية التي تكلف الكثير. هذا النهج يقلل من الوقت والاستثمار المطلوبين لإنتاج دواء، مما يجعل التدخلات التي تعزز الحياة أكثر جدوىً من الناحية التجارية ويسمح بتوجيه العلاج بدقة أكبر للأشخاص الذين سيستفيدون منه بشكل أكبر

الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة يقومان بتغيير اللعبة في مجال اكتشاف الأدوية، والطب الشخصي، وحتى توصيل الأدوية الآن. إنهما مثل عدسة تكبير قوية تساعد العلماء على رؤية أمور لم يكونوا يستطيعون رؤيتها من قبل. مستقبل الطب يبدو أكثر إشراقًا، بوعد بالعثور على الأدوية بشكل أسرع، وعلاجات أكثر تخصيصًا، وأساليب فعالة لتوصيل الأدوية يمكن أن تغير الحياة